اكتشف مالقة الجميلة وتاريخها العريق
هل ترغب في استكشاف تاريخ مدينة مالقة المذهل؟ إذاً، فأنت في المكان المناسب
اقرأ هذه المقالة لتعرف أكثر عن تاريخ وثقافة هذه المدينة الإسبانية الساحرة
مالقة هي واحدة من أقدم المدن في إسبانيا وتزخر بآثار تاريخية رائعة من عصور مختلفة. سوف يأسرك جمالها العماري الأندلسي وشواطئها الخلابة
قد تجد نفسك متعلّقًا بقصص حضارات مضت، مثل الرومان والمسلمين والأندلسيين
أسست مدينة مالقة في عام 1000 ق.م على يد الفينيقيين الذين أسموها مالاكة
هذا الاسم مشتق في الغالب من كلمة ملح بالفينيقية وكذلك توجد في بعض اللغات السامية كالعبرية والعربية حيث كانت الأسماك تملح تلقائيا على موائنها
استوطنها التجار الفينيقيون ووصفوها بأنها ضوء الليل وذلك لانعكاس ضوء القمر على شاطئها المطل على البحر الأبيض المتوسط. بنى الفينيقون في أثناء وجودهم في مالقة قلعة
في القرن السابع قبل الميلاد قام اليونانيون بتأسيس مستعمرة مايناكي قرب مالقة الفينيقية بدعوى من ملك مملكة تارتيسوس أرغانثينوس مما أثر سلباً على مالقة
غزا القرطاجيون المنطقة وقاموا بتدمير مايناكي واحتلوا مالقة في القرن السادس ق.م. بعد 70 عاماً من الهيمنة اليونانية ودامت السيطرة القرطاجية على المدينة حتى عام 218 ق.م. عندما دخل الرومان إليها
كان الاحتلال الروماني بداية تاريخ مهم بالنسبة لمالقة، فقد قام الرومان بخلق مركز اقتصادي وثقافي فيها، بالإضافة إلى إنشاء الميناء وبناء مسرح روماني يعتبر الأقدم في إسبانيا
في عهد الإمبراطور الروماني تيتوس (79 - 81 م) أصبحت مالقة المدينة الحليفة لروما في المنطقة الأمر الذي رفع من مكانتها لدى الإمبراطورية
عندما بدأت الإمبراطورية الرومانية بالانهيار مع مطلع القرن الخامس للميلاد، كانت سواحل أندلوسيا بما فيها مالقة تقسم بين القبائل القوطية الصغيرة بانتظام
في النهاية دخل القوط إلى وسط مدينة ملقا عام 623 م، حيث غادرتها آخر القوات الرومانية
في القرن الثامن الميلادي كان فتح مالقة من أيسر وأسهل الفتوح الإسلامية حيث فتحت فيما يبدو مرتين الفتح الأول في زمن طارق بن زياد وكان فتحا هامشياً قصياً ما لبث فيه أهل المدينة أن استعادوا مدينتهم والفتح الآخر كان فتحاً حقيقياً أكد الفتح الأول والراجح أنه تم في عام 94- 95هـ
وقد قامت مدينة مالقة بدورٍ تاريخي كبير في البناء السياسي والاقتصادي لدولة الإسلام في الأندلس على عصر الطوائف والمرابطين وبلغت قمة المجد والازدهار الحضاري في عصر الموحدين وأكثر منه في عصر النصريين وتم إخضاع مالقة إلى حكم المرابطين عام (483هـ) بعد معركة الزلاقة وفي عام (547هـ) سلم اللوشى المدينة للموحدين. وفي عام (625هـ) وبعد ضعف الموحدين ضم محمد بن يوسف بن هود مالقة إلى مملكته، وظل حاكمها حتى توفى. تمت محاولات مسيحية للسيطرة على مالقة عامى (887هـ)، (888هـ) ولكنها فشلت بفضل استبسال الزغل -الذي تولى الحكم فيها بدلاً من أخيه-، وعادت المحاولات من قشتالة ولكنها استطاعت السيطرة على مالقة بعد حصار طويل وذلك في (892هـ)،
وقد أدى دخول الإسبان إلى المدينة إلى وقوع مجزرة تفوق بدمويتها مجزرة سربرنتشا التي حصلت قبل 10 أعوام
بعد سقوط المدينة، نشأت مقاومة داخلية في المدينة تزعمها البطل القائد أحمد الثغري الذي قتل ودفن في كهف بقرمونة (بأشبيلية)